تواجه الشركات الأوروبية التي تعمل في الصين تحديات غير مسبوقة، حيث انخفضت مستويات التفاؤل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، بل وأسوأ من تلك التي تم الشعور بها خلال جائحة كوفيد-19. وفقًا لاستطلاع أجرته غرفة التجارة الأوروبية، أشار 73% من المشاركين إلى أن ممارسة الأعمال في الصين أصبحت أكثر صعوبة في العام الماضي. هذا الحدث يعكس تغيرات ضخمة في المشهد الاقتصادي ويجعل المستثمرين ورواد الأعمال يعيدون تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية في السوق الصينية. في ظل تزايد المخاوف الجيوسياسية والتباطؤ في النمو الاقتصادي، يواجه المستثمرون صعوبة في وضع توقعات إيجابية للأرباح المستقبلية.

نقاط رئيسية من التحليل

  • 73% من الشركات الأوروبية شعرت بأن ظروف الأعمال في الصين قد زادت صعوبة.
  • تراجع كبير في الطلب المحلي أدى إلى انخفاض عائدات الشركات، خاصة في صناعة مستحضرات التجميل.
  • فقط 12% من الشركات تتوقع أن تكون الأرباح مربحة في العامين المقبلين.
  • 63% من الشركات الأوروبية فوتت فرص عمل بسبب قيود الوصول إلى السوق والحواجز التنظيمية.

خلفية اقتصادية وتاريخية

منذ بداية العقدين الأخيرين، كانت الصين مهيمنة على سلاسل التوريد العالمية بفضل قدرتها على توفير قطع الغيار بجودة عالية وأسعار منخفضة. لكن استجابة الحكومة الصينية لوباء كوفيد-19 ألقت بظلالها على تلك الهيمنة. القيود المفروضة على الحركة والعمليات التجارية أثناء الإغلاق أدت إلى تعطيل سلاسل التوريد، مما جعل العديد من الشركات الأوروبية تعاني من نقص في المواد الخام وتباطؤ في العمليات. على الرغم من أن الحكومة الصينية أعلنت عن تشديد جهودها لتحسين بيئة الاستثمار، إلا أن التحديات تستمر في التأثير سلبًا على الشركات الأجنبية.

التحولات المستقبلية للأسواق

مع تنامي عدم اليقين، يتوقع الخبراء أن تستمر التحديات. العديد من الشركات الأوروبية بدأت في استكشاف خيارات تنويع سلاسل التوريد، حيث أظهر 25% من المشاركين أنهم يعززون عملياتهم في الصين لتلبية متطلبات التوطين. بالإضافة إلى ذلك، مع تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية، من المتوقع أن تضع القمة المرتقبة بين قادة الصين والاتحاد الأوروبي زيادة في القوة التفاوضية لكلا الجانبين. في شتى الاتجاهات، يبدو أن الوقت قد حان لتبني استراتيجيات استثمار ذكي ومرنة تضمن عدم تفويت الفرص في أكبر أسواق العالم.