في ظل تصاعد التوترات بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، عادت المخاوف من إمكانية قيام طهران بالرد عبر استهداف أحد أهم شرايين النفط في العالم — مضيق هرمز. يمر عبر هذا المضيق نحو 20 مليون برميل يوميًا من النفط والمنتجات النفطية، ما يمثل حوالي خمس شحنات النفط العالمية. وعلى الرغم من وجود مخاوف من حدوث اضطرابات في تدفقات النفط بسبب هذه التوترات، يعتقد المراقبون أن إغلاق المضيق بالكامل غير محتمل، ومن المحتمل ألا يكون حتى بالإمكان تنفيذه فعليًا. في هذا المقال، نستعرض خلفية التوترات الحالية، والتحليل المالي لتأثيراتها على الأسواق، والتوقعات المستقبلية.
نقاط رئيسية من التحليل
- احتمالية إغلاق مضيق هرمز تظل ضعيفة رغم التصعيدات الحالية.
- الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الإيراني، قد تتدخل لحماية تدفقات النفط.
- تاريخيًا، تهديدات إيران بإغلاق المضيق لم تُنفذ عمليًا.
- الأسواق استجابت بارتفاع أسعار النفط عقب الضربات الجوية.
خلفية اقتصادية وتاريخية
منذ عام 2018، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردًا على العقوبات وارتفاع التوترات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وقد أُثيرت هذه المخاوف مجددًا في السنوات الماضية، ومع ذلك، غالبًا ما يتم استخدامها كأداة ضغط سياسية دون تنفيذ فعلي. يُشير الخبراء إلى أن معظم المضيق يقع في مياه عمان، مما يجعل من الصعب على إيران تحقيق إغلاق فعلي، حيث يمكن للسفن استخدام طرق بديلة. علاوة على ذلك، تهدد أي خطوة لإغلاق المضيق بتكاليف كبيرة على إيران نفسها، حيث تعتمد على تصدير النفط لتلبية احتياجاتها الاقتصادية.
التحولات المستقبلية للأسواق
مع تزايد الضغوط والصراعات، قد يتوقع المستثمرون بعض الاضطرابات في أسواق النفط. ومع ذلك، يظهر المحللون أن الصفقات المحتملة بين إيران والصين يمكن أن تكون أداة لتخفيف حدة أي تصعيد. توقعات السوق تشير إلى أن أي هجوم على الناقلات أو الإجراءات الأخرى قد تحدث، لكن من غير المحتمل أن تؤدي إلى إغلاق طويل الأمد للمضيق. يستمر النفط الخام في استخدامه كمؤشر أساسي لحالة الاقتصاد، والبيانات الأخيرة تُشير إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار عقب الأحداث العسكرية. في هذا السياق، تظل الأعين معلقة على تحركات الصين، كونها أكبر مستورد للنفط الإيراني، ونواياها في الحفاظ على تدفق النفط المستقر.